
لوادي السلام
شَدَدتُ رَحلي وَفِي القَلبِ نَجَفْ
وَالشَّوقُ نَحوَ ضَريحٍ قَد عَكَفْ
زُرتُ الإِمَامَ بِبَردِ الفَجرِ مُبْتَهِلاً
وَالعَينُ تَرنُو لِـ "وَادِي" حِينَ جَفْ
فَلَاحَ قَبرُكِ يَا سَلِينَا فَاختَفَتْ
أَوجَاعُ جِسمِيَ، وَالحُزنُ اكتَسَفْ
وَحِينَ قُمتُ إِلى لَحدٍ لِأُلْفَتِهِ
هَامَ الكَلَامُ وَصَوتُ القَلبِ قَد وَقَفْ
وَقَفتُ أَنظُرُ فِي لَحدٍ أُجِلُّ مَدَاهُ
وَالرُشدُ ضَاعَ وَنَبضُ الوَجدِ قَد ضَعُفْ
أَردتُ دَعوَةَ صِدقٍ كَي أُقَدِّمُها
فَاشتدَّ فِي جِسْمِيَ السُّكَّرُ فَانحَرِفْ
وَغَابَ وَعيِيَ عَن دُنيَا تَوَلَّتْ بِي
عِندَ الحَبِيبَةِ حَيثُ الشَوقُ يُعتَرَفْ
نُقِلتُ عَنكِ وَلَم أُكْمِل مَوَاعِدَنا
وَدُونَ قُرآنٍ، وَالجُرحُ المُشَرَّفُ نَزَفْ
أَخَذتُ عَهْدَاً بِأَنْ أَرجِعَ يَوْمَاً لِي
لأُرْجِعَ النَبضَ نَحوَ القَبرِ حِينَ يَكُفْ
فَمَا السَلَامَةُ إِنْ لَم تَلقَ أُمنِيَتِي
فَالقَلبُ يَبقَى عَلَى وَعدِ الرُجُوعِ وَقَفْ
يَا لَيتَنِي مَا صَحَوتُ بَعدَ لَحظَتِها
فَالبَيتُ بَيتُكِ، وَالقَبرُ هُوَ الهَدَفْ
فَالرُوحُ يَا أُمِّيَ الغَالِيَةَ ارتَفَعَتْ
وَالجِسمُ وَحدَهُ نَحوَ "بَغدَادَ" انصَرَفْ
بقلم/ عبدالرحمن الجزائري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق