الخميس، 11 ديسمبر 2025

الغربة .... بقلم .. الكاتبة الأديبة أ . نعمت مصطفي

 

الغربة
الغربة ليست بابًا مغلقًا، ولا مدينة بعيدة؛ الغربة أن يقف قلبك في منتصف الحياة ولا يجد ظلًّا يليق به.
فبعض القلوب حين نقترب منها نشعر وكأن العالم يخلع ثيابه الثقيلة،
وكأن أرواحنا — التي طال ترحالها — وجدت يدًا تربّت عليها بلطف لا يشبه أي لطف عرفته من قبل.
قلوبٌ تُشبه المساءات الهادئة بعد عاصفة طويلة،
تأخذك كما يأخذ الشاطئ موجةً تاهت طويلًا،
لا تسألك ما الذي أنكرك، ولا ما الذي جرّحك،
بل تمنحك مساحة تُشبه سلامًا قديمًا كان ينتظرك منذ زمن.
وهناك قلوب أخرى…
لا تُغلق أبوابها في وجهك، لكنها لا تفتحها لك أيضًا.
تظلّ واقفًا على حافتها كمسافرٍ يرى الأضواء في مدينةٍ لا تعرفه،
تراك… لكنها لا تقترب،
تسمعك… لكنها لا تُنصت،
فتبقى مُعلّقًا بين خطوةٍ تُريد الاتّساع وخطوةٍ تخاف السقوط.
ليست قسوة، وليست رفضًا… هي فقط مساحات لا تتّسع لنبضك مهما حاولت.
ومع عبور الأيام نفهم أن الحياة لا توجعنا سدى،
بل تضع في قلوبنا بوصلة لا تُخطئ بعد كل عثرة.
تُعلّمنا أن نميز بين يدٍ تمسكك كي لا تقع،
ويدٍ تتركك لأن وجودك لم يكن يومًا مهمًا بما يكفي.
تُعلّمنا أن نمنح دون أن نسرف،
وأن نقترب دون أن نذوب،
وأن نصفق لرحيلٍ حَفِظ قلوبنا أكثر مما أوجعها.
ومع الوقت نعرف…
أن بعض القلوب وطنٌ كامل،
وبعضها مجرد محطة عابرة،
وأن أجمل حكمة في هذا الطريق الطويل
هي أن تعرف أين تستقر…
وأين تواصل الإبحار دون خوف، دون تردّد، ودون عودة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رسالة غرام ... بقلمي / سامية محمد غانم

  رسالة غرام أرسل اليك عبر الفضاء فراشاتي مع باقة ورد محملة بمشاعر كلها شوق وحب ليس لها حد مهما بعدت المسافات فأنت القريب مني مهما الغرام اش...