يا وطني....
أ. محمد الصغير الجلالي
بحثت عنك…
فلم أجدك
إلا في الخرائط،
أو في القصائد
أو في المواويل القديمة
يا وطنُي
صبرك صبر نخلة،
تقف في العاصفة،
لا تنحني،
وإن انحنت
فعلى جرح طفل،
أو قبر شهيد.
رأيتك في ضحكة طفل،
قصفته الطائرة،
وهو يبحث
عن شربة ماء
في الحي القديم.
أوفي وجه أمّ
تغني لطفلها،
تحت قصف الطائرات.
أو في المآذن
ترفع أذرعها
إلى السماء،
وتبكي.
أو في أجراس الكنائس
تفتح نافذة رجاء
في السماء.
أو في الشوارع
تحفظ أسماء الموتى
كما تحفظ أبجدية الفقد.
وجدتك في حرف شاعر،
يشعل النار،
ويحوّل الجرح
إلى جملة مرفوعة الرأس.
شاعر
يجاهد ليبني وطناً
عربياً
في قصيد.
يا وطني،
لا تبكِ…
يهمس الوطن:
إن نهضتم—نهضت،
وإن أجدتم الفاعل
عاد مرفوعًا،
كما خُلِق،
لا يجرّه إلا الخوف.
تونس، 1
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق